في إطار رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي تهدف إلى استخدام التقنيات الحديثة لتيسير خدمات ضيوف الرحمن وتسهيل أداء مناسك الحج والعمرة، أعلنت جامعة الملك عبد العزيز عن تقديم مشاريعَ مبتكرة لدعم حجاج ومعتمري بيت الله الحرام، وذلك خلال معرض “منظومة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة”.
مشاريع لتيسير مناسك الحج والعمرة
في هذا المعرض، كان في جعبة طلاب جامعة الملك المؤسس 12 مشروعاً مبتكراً، كل مشروع منهم يهدف إلى شيء معين، فمن خلال ثلاثة مشاريع رائدة، يسعى العارضون إلى تحسين البنية التحتية للمشاعر المقدسة، من خلال استثمار التقنيات الحديثة في تعزيز كفاءة الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين.
ويعدّ “مسار الطاقة” أحد هذه المشاريع، والذي يهدف إلى استغلال خطوات الحجاج لتوليد الطاقة، ما يساهم في توفير مصدر مستدام للكهرباء في المشاعر المقدسة، أما مشروع “فهم الموقع المتغير”، فيعتمد على تحليل البيانات الضخمة لتحديد أفضل المواقع للخدمات والمرافق الضرورية في مكة والمشاعر، بناءً على تغير احتياجات الحجاج خلال فترات الموسم المختلفة.
ويركز مشروع “الكشف عن الجزر الحرارية” على تحديد المناطق التي تعاني من ارتفاع كبير في درجات الحرارة داخل المشاعر، ومن ثم وضع حلول تبريدية مبتكرة لتخفيف تأثير الإجهاد الحراري على الحجاج.
اقرأ أيضاً: دراسة: نجاعة التدابير السعودية في الحد من تأثير ارتفاع الحرارة على صحة الحجاج
وتسهم خمسة مشاريع مبتكرة أخرى في تحسين تجربة الحجاج والمعتمرين، من بينها تطبيق “أتمّوا”، وهو نظام رقمي متكامل يقدم إرشادات صوتية ومرئية لمساعدة الحجاج في أداء مناسكهم بيسر، وأيضاً منصة “سيروا”، التي توفر تجربة افتراضية مميزة تتيح للحجاج التعرف على التاريخ الإسلامي ورحلة الحج عبر العصور.
أما مشروع تصميم “الحقائب الذكية” فيمتاز بخاصية التتبع الذاتي، وهدفه المساهمة في حفظ الأمتعة ومنع فقدانها أثناء تنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة.
وبالنسبة لمحور تعزيز صحة وسلامة الحجاج وحمايتهم من المخاطر الصحية والبيئية، فقد قدمت جامعة الملك عبد العزيز مشاريع عدة، أحدها يهدف إلى تطهير وتعقيم الحرمين الشريفين باستخدام تقنيات حديثة تضمن بيئة نظيفة ومعقمة باستمرار، كما طوِّر نظام ذكي لمراقبة مستوى النظافة في مساكن الحجاج، لضمان تحقيق أعلى معايير الصحة العامة.
اقرأ أيضاً: خطة صحية مُحكمة من وزارة الصحة السعودية لحماية حجاج بيت الله
وطوّر طلاب كلية الحاسبات وتقنية المعلومات نظام “رقيب”، الذي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لمراقبة سلامة الغذاء المقدم للحجاج، مع التأكد من مطابقته للمعايير الصحية العالمية، فضلاً عن تطوير تقنية لتحسين التدابير الوقائية الصحية في الحشود، تعتمد على استراتيجيات تحليل البيانات والتوقعات الذكية لزيادة الأمان وتقليل انتقال العدوى.
إضافة إلى ذلك، شملت المشاريع مشروع مكافحة انتشار الحشرات، مثل الجندب الأسود في مكة والمشاعر المقدسة، والذي تم تطويره من قِبل كلية العلوم باستخدام وسائل صديقة للبيئة.
وتؤكد هذه المشاريع التزام جامعة الملك عبد العزيز بالمساهمة الفاعلة في تحسين منظومة الحج والعمرة، من خلال دعم البحث العلمي والابتكار في مجالات متعددة، مثل التقنيات الرقمية والطاقة المستدامة وإدارة الحشود والذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضاً: مؤتمر الحج 2025: تنافسية بين مقدمي الخدمات لضيوف الرحمن
استعدادات هيئة شؤون الحرمين
وفي سياق متصل، أعلنت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن اكتمال استعداداتها لاستقبال موسم رمضان لعام 1446هـ، إذ عززت جهودها بمشاريع نوعية تهدف إلى تحسين تجربة المعتمرين والمصلين.
وتضمنت الاستعدادات تطوير خدمات حفظ الأمتعة من خلال إنشاء مراكز مجهزة ونظام تتبع إلكتروني، فضلاً عن تحسين خدمات سفر الإفطار بإدخال نظام التسجيل الإلكتروني وتوفير عناصر غذائية متنوعة، كما استُحدِثت لوحات إرشادية مصنفة لتسهيل الوصول إلى المرافق.
وفي خطوة غير مسبوقة، أطلقت الهيئة خدمة “التحلل من النسك” عبر عربات مخصصة داخل المسجد الحرام، وفيها يمكن للمعتمرين قص الشعر في أماكن مخصصة.
وتعمل الهيئة بالتعاون مع الجهات المعنية على تنظيم الحشود وتوفير أفراد متخصصين لإرشاد الحجاج، إضافة إلى إطلاق مبادرة “المرشدين الراجلين” لمساعدتهم في التنقل والإجابة على استفساراتهم.
ومن خلال هذه الاستعدادات، تؤكد الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي التزامها الراسخ بتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، من أجل أداء مناسك الحج والعمرة بكل سهولة ويسر.
اقرأ أيضاً: رمضان في جازان تقاليد تنبض بالحياة