في ظل العصر النهضوي الذي تشهده المملكة، كان للمرأة حصة كبيرة فيها بتوجيهات ملكية لتعزيز دورها الفعال في المجتمع وتمكينها في كافة المجالات، لذا افتتح أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز الأمس “منتدى المرأة الاقتصادي” بدورته الثامنة تحت عنوان “تمكين القيادة الفاعلة”، وذلك بتنظيم الغرفة الشرقية الممثلة في مركز تمكين المرأة الموجود في مقر الغرفة.
شهد المنتدى مشاركات كبيرة من أكاديميين وخبراء ومختصين في الشأن الاقتصادي، وذلك بهدف تعزيز مشاركة المرأة في المجالات الاقتصادية، وتفعيل دورها بشكل أكبر في القطاعات الحيوية، وبحث سبل تطويرها وتقدمها في ظل رؤية المملكة 2030، التي ركزت على فتح المجال أمام المرأة لإطلاق إبداعها وإمكاناتها، كما استعرض منتدى المرأة الاقتصادي أوجه التنمية المختلفة في المملكة العربية السعودية ودور المرأة في تحقيق التطلعات المستقبلية للواقع الاقتصادي.
يحتضن المنتدى الذي استمر ليومين متتاليين وينتهي اليوم أربع جلسات حوارية وعدد من ورشات العمل الذي ناقش مدى تطور المرأة منذ انطلاق رؤية المملكة 2030، وماذا حققت من أهدافها، وكمية المسؤوليات التي نجحت في تحملها وحققت إنجازات فعلية فيها، إضافة إلى القراءة العلمية لدورها الفاعل في تحقيق مستهدفاتها.
كما يناقش منتدى المرأة الاقتصادي تعزيز دور المرأة في ريادة الأعمال، كونه مجالاً حيوياً، ورصد الفرص والإمكانات الموجودة أمام المرأة السعودية في خضم المنافسات الدولية في القطاع الاقتصادي، وكيفية مساعدة المرأة السعودية في الوصول إلى أهدافها الأقتصادية، فضلاً عن أهمية التدريب ودوره الفعال في تطوير قدرات المرأة السعودية وأهميته في تأهيلها للقيادة الفاعلة، وذلك بمساعدة الأكادميين والمختصين من الرجال والنساء بوجه عام، والمختصات في القطاع النسائي بوجه خاص.
وقال رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية، بدر بن سليمان الرزيزاء، إن المرأة تمثل مصدراً أساسياً لإصلاح المجتمعات والشريك الفاعل في مسيرة نهضتنا التنموية، وإنها قدمت أروع الأمثلة على تحمل المسؤولية، وأصبحت حاضرة بقوة ومؤثرة بفاعلية في دعم مسيرة الاقتصاد الوطني ورفع تنافسيته عالمياً، معبراً عن اعتزازه بالأدوار التي تقوم بها فيما تعاصره البلاد من نهضة تنموية شاملة.
ولفت إلى أن حرص غرفة الشرقية على تنظيم منتدى المرأة الاقتصادي، يأتي بهدف تقوية الروابط وتحفيز التفاعل البناء وتعزيز دور المرأة في الاقتصاد الوطني، الذي يشهد حاليا انطلاقة جديدة هدفها استغلال كافة مقومات الدولة وعلى رأسها المورد البشري مؤكداً أن الغرفة دائما ما تقدم الدعم والمشورة عبر قنواتها المتنوعة للارتقاء بمستوى المرأة بخاصة في المجالات الاقتصادية، وذلك بحثهن على إيجاد آليات التطوير والتحديث في مجالات الإنتاج وإدارة الأعمال.
وأشار نائب وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للعمل الدكتور عبد الله أبوثنين، أن الوزارة قد حققت إنجازات متعددة من خلال تنفيذ مبادرات ومشاريع تطويرية طموحة وفق رؤية المملكة 2030م، وقد أسفرت هذه الجهود التكاملية عن نتائج إيجابية ملموسة على الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية.
وأوضح الدكتور “أبوثنين” أن معدل البطالة الإجمالي انخفض إلى 3.3%، فيما انخفض معدل البطالة بين السعوديين إلى 7.1% بنهاية الربع الثاني من عام 2024م، وتسجيل %4 بين الذكور و12.8% بين الإناث، كما بلغ عدد السعوديين العاملين في القطاع الخاص 2.4 مليون، وسجلت مشاركات النساء الاقتصادية قفزة نوعية إلى 35.4% مقارنة في عام 2017 الذي وصلت نسبة المشاركة فيه إلى كبير، إذ بلغت نسبة النساء في المناصب الإدارية المتوسطة والعليا %43.02% خلال الربع الثاني لعام 2024م.
وأشار معاليه إلى مجموعة من المبادرات التي أطلقتها الوزارة لدعم مشاركة المرأة في سوق العمل، مثل برنامج التدريب القيادي بالتعاون مع جامعة إنسياد، الذي ساهم في تأهيل 1700 امرأة سعودية قيادية، وبرنامج التدريب الموازي الذي دعم أكثر من 122 ألف سعودية في تطوير مهاراتهن الفنية والشخصية؛ وفي ذات السياق، قال أن صندوق تنمية الموارد البشرية يواصل تطبيق برنامج “وصول” الذي يوفر تغطية جزئية لتكاليف المواصلات للنساء العاملات، وبرنامج “قرة” الذي يسهم في تمكين المرأة العاملة من الالتحاق بسوق العمل والاستمرار فيه عبر تقديم دعم مالي لخدمات رعاية الأطفال.
ومن جهة أخرى، أوضح أن نسبة مشاركة القطاع الخاص في توظيف السعوديين قد ارتفعت إلى %52.8، مما يعكس نجاح المبادرات والسياسات الحكومية في تعزيز توظيف السعوديين.
كما أبرز “منتدى المرأة الاقتصادي” مبادرات مثل برنامج “وعد” التي تستهدف توفير مليون ومائة وخمس وخمسين ألف فرصة تدريبية خلال 3 سنوات حتى 2025م، وقد تم تحقيق هذا المستهدف بنهاية الربع الثاني لعام 2024، وبرامج “وصول” و”قرة” لدعم المرأة العاملة.
وأشار الرزيزاء أن المنتدى الذي ينطلق تحت شعار تمكين القيادة الفاعلة، يأتي امتداداً للنسخ السابقة التي نظمتها الغرفة وشهدت تفاعلاً كبيراً وخلّصت إلى جملة من التوصيات الداعمة لمسيرة المرأة في القطاع الاقتصادي، متمنيا أن يخرج هذا المنتدى بتوصيات تتماشى مع رؤية المملكة 2030م.
ويختتم المنتدى بورش عمل تبدأ صباح اليوم الأربعاء، إذ تناقش دعم ريادة الأعمال في وادي الظهران، ريادة الأعمال السياحية، أهمية التنوع والشمولية في بيئة العمل، وأسس القيادة الإبداعية لتحقيق النجاح في عالم الأعمال.
اقرأ أيضاً:نهى الحارثي تحصد جائزة المرأة العربية للعلوم والتكنولوجيا لعام 2024